امتلكت ثاني دراجة في أواخر الثمانينات , أول دراجة لا أذكرها جيدا لأنني لا أعي الا حطامها مثل أي طفل لديه دراجه في الطفولة . و الدراجة الثانية هذه كانت من النوع الهندي "أفون" و قابلت هذا الاسم مرة أخري في مجال الصيدلة حيث أن شركة من شركات مستحضرات التجميل اسمها أيضا "إيفون".
لعوامل السلامة و الأمان نقلت هذه الدراجة الي بيتنا في القرية (البلد كما كنا نسميها) بعد وصلة من البكاء فهذا يعني
أننا لن نركبها إلا كل أسبوع هذا بالاضافة أنه سيتداخل مع الأنشطة الأخري مثل الذهاب للتمشية في الغيط و صيد السمك و الجري مع الكلب الوولف غير متابعة المزرعة (كانوا بطتين و فرختين و ماتوا عشان تستريح) .
كان طلبي الأخير هو تأجيل نقلها أسبوعا حتي أقوم بتظبيطها التظبيطة النهائية. كنت أتعامل مع عم فريال لدي سينما الجمهورية بينما كان آخرون يفضلون صبيي (صبري) .
العجلة لم يكن بها شئ و لكني أردت أن أتعلم شيئا قد يساعدني في الفترة القادمة , خصوصا أنني قد لا أجد من يساعدني علي اصلاحها اذا حدث لها شئ .
قمت بثقب العجلة ثقبا خفيفا و ذهبت بها إلي عم فريال ليصلحها لي و كلي عيون فيما يفعل .
راقبته جيدا و هو يخرج الاطار الداخلي "التاير" و يقوم بنفخ الاطار ، يضعه في الماء ، يقوم بتحديد مكان الثقب ( طلعت نكتة بعد كده) ، يستخدم كلحة ذرة (الكلحة هي باقي كوز الذرة بعد إزالة الحبوب) و يكحت بها مكان الثقب لتحريش مكانه ،
يقوم باحضار الشريط اللاصق المخصص لهذا و غراء السليسيون و يدهن طبقة مناسبة من الغراء أولا و ينتظر قليلا لتجف جفافا متوسطا ولا مانع من نفخ الهواء بالفم لتسريع العملية
ثم يضع الشريط اللاصق بعد تهذيب حوافه علي شكل منحني لتقليل امكانية خلعه و يضغط ضغط شديدا و لربما وضع ثقلا ما لتأكيد الالتصاق ثم يدور الشريط العكسي بادخال الاطار مرة أخري و تركيب البالف و نفخ التاير و مبروك عليك.
قمت بشراء كل الأدوات المطلوبة ، و ما تعلمته لم يجعلني أذهب لعم فريال بعد ذلك مطلقا و الأدوات التي اشتريتها غطيت ثمنها أضعاف أضعاف بما كان من المفترض أن أدفعه لعم فريال ، و نفذت قرار النقل بمنتهي الثقة أنني معي جميع ما يلزم لمواجهة متطلبات المستقبل .
بقلم د. أبونور أحمدي صيدلي حر 2014 ©
كل الحقوق محفوظة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق